السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني الغاليين ، والغاليات

كيف أتلمس خطاي ، إن كنت لا أقدر على المشي

وكيف أبصر طريقي ، إن كنت لا أستطيع المشاهدة

وكيف أستطيع النوم ، إن كان الأرق يلازمني

وكيف أنطق الحروف ، إن كان البكم ألجمني

وكيف أسمع الأصوات ، إن كان الصمم أصمدني

وكيف أكل الطعام ، إن كان الأكل يمرضني

وكيف أقضي حوائجي ، إن كان الشلل أقعدني

وكيف ، وكيف ، وكيف

أشم العافية ، وأجمد الناصية ، وأطلع القافية ، وأركب الجابية

ولكن مرضي دون مرض ، ووهني دون وهن

وحياتي أسلمتها لغير ما أمرت به

وروحي لم تفد إلا لهواء ، وشيطان ، ونفس أمارة بالسوء

فكيف إذا سلبت مني النعمة حتى أصبحت نقمة

أم كيف إذا خارت قواي عن ممات وغفلة وهوان

أسأل الله العافية لي ولكم جميعاً

فكلنا لا نشعر بقيمة هذه النعم العظام ، إلا إذا سلبت ورفعت

فلعلنا نكرمها ونعطيها رزقها وحياتها مما تشتهيه من أوامر الله

ولعلنا نبعدها ونجنبها ما تبغضه وتركرهه من غضب ومقت الجبار جل في علاه

فإن البعد والتفلت من أوامر الله ، هو طريق يتلقفك فيه شياطين الإنس والجن

وإن القرب واللزوم من أوامر الله ، هو طريق الرحمة والراحة والطمأنينة الدنيوية قبل الأخروية

فأختر أنت لنفسك وأنظر من بجانبك إما رحمن رحيم

وإما شيطان مريد ، موسوس لعين لا يبعد كيده ووسوته

إلا اللجوء والإعتصام بحبل الله القوي المتين

قال تعالى ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2)
إِلَهِ النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)
الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ (6) )
__________________
من حِكم الإمام الشافعي رضي اللّه تعالى عنه:
1 - دَعِ الأَيَّـامَ تَفْعَل مَـــا تَشَاءُ * وَطِبْ نَفْسَاً إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ
2 - وَلاَ تَجْزَعْ لِحَادِثَةِ اللَّيَالِي * فَمَا لِحَـــوادِثِ الـــدُّنْيَا بَــقَاءُ
3 - وََكُنْ رجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً * وَشِيمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالوَفَاءُ